رمضان في السعودية: حين يصدح المسحراتي في أزقة المدن والقرى

المسحراتي
كتب بواسطة: فيصل حميد الساقي | نشر في  twitter

رمضان في السعودية له نكهة خاصة، حيث تتجلى فيه أصالة العادات والتقاليد التي تميز هذا الشهر الفضيل ومن بين هذه العادات الجميلة، يبرز دور "المسحراتي" الذي يجوب الشوارع والأزقة في ليالي رمضان، حاملاً طبلته ومناديًا بأصواتٍ عذبة لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور.

المسحراتي.. صوت رمضان الذي لا يغيب

في العديد من المدن والقرى السعودية، لا يزال المسحراتي يحافظ على مكانته كرمز رمضاني أصيل ويخرج المسحراتي في ليالي رمضان، قبل أذان الفجر بساعات، ليوقظ الناس لتناول وجبة السحور ويحمل المسحراتي طبلة صغيرة أو مزمارًا، وينادي بأصواتٍ عذبة وأشعارٍ رمضانية، مرددًا عبارات مثل "يا نايم وحّد الدايم"، أو "قوموا تسحروا يا عباد الله".


إقرأ ايضاً:الانضباط تتدخل بسبب تصريحات يايسله ضد الهلال: العقوبة تلوح في الأفقسر انخفاض أسعار تذاكر طيران نسمة: مميزات وعيوب السفر بين جدة والقاهرة على متن طيران نسمة

المسحراتي.. حارس ليالي رمضان

لا يقتصر دور المسحراتي على إيقاظ الناس لتناول السحور، بل يتعداه إلى كونه حارسًا لليالي رمضان، يجوب الشوارع والأزقة، ويضفي على المكان أجواءً روحانية مميزة ويحرص المسحراتي على المرور على جميع البيوت، وينادي على أصحابها بأسمائهم، مما يخلق أجواءً من الألفة والمودة بين أفراد الحي.

المسحراتي.. موروث ثقافي أصيل

تعتبر مهنة المسحراتي من الموروثات الثقافية الأصيلة التي توارثتها الأجيال في السعودية ورغم التطور التكنولوجي ووجود وسائل تنبيه حديثة، إلا أن الكثير من الناس يفضلون الاستماع إلى صوت المسحراتي في ليالي رمضان، لما له من وقعٍ خاص في النفوس.

المسحراتي.. رمز للتكافل الاجتماعي

يعكس دور المسحراتي في رمضان قيم التكافل الاجتماعي والتراحم التي يتميز بها المجتمع السعودي فالمسحراتي يقوم بواجبه طواعية، دون مقابل مادي، حرصًا منه على إحياء سنة السحور، وإدخال البهجة والسرور على قلوب الناس.

المسحراتي.. بين الماضي والحاضر

مع مرور الزمن، تطورت أدوات المسحراتي، فبعد أن كان يعتمد على الطبلة والمزمار، أصبح يستخدم مكبرات الصوت لتوصيل صوته إلى أكبر عدد ممكن من الناس ورغم هذه التطورات، إلا أن جوهر مهنة المسحراتي بقي كما هو، يتمثل في إيقاظ الناس لتناول السحور، وإضفاء أجواءٍ رمضانية مميزة على ليالي الشهر الفضيل.

 

وفي الختام يبقى المسحراتي رمزًا رمضانيًا أصيلًا في السعودية، يجسد قيم التكافل الاجتماعي والتراث الثقافي الغني ورغم التحديات التي تواجه هذه المهنة، إلا أن صوت المسحراتي سيظل يصدح في ليالي رمضان، ليوقظ الناس لتناول السحور، ويضفي على المكان أجواءً روحانية لا تنسى.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Telegram