تحقيق تاريخي: الجنيه المصري يتجاوز الليرة التركية بعد ٢٠ عاما لأول مرة

الجنيه المصري يتجاوز الليرة التركية
كتب بواسطة: سلام احمد | نشر في  twitter

بداية يأتي هذا التطور البارز كتحول ملحوظ في ديناميكية الأسواق المالية العالمية، حيث يتخطى الجنيه المصري قيمة الليرة التركية لأول مرة منذ عشرين عاما، وهو أمر يثير الكثير من التساؤلات ويستدعي التحليل الدقيق.

 


إقرأ ايضاً:ماكسيمان يكشف عن أسباب رحيله عن الأهلي: أسرار وتفاصيل جديدةدليلك الشامل عن الأندلس مول جدة بالمملكة العربية السعودية

يعزى هذا التطور إلى عدة عوامل من بينها التغيرات في السياسات النقدية والاقتصادية في البلدين، فضلا عن تقلبات العملات العالمية وتأثيرات الأحداث الجيوسياسية الراهنة سنتناول في هذا المقال دراسة عميقة لتلك العوامل وتحليل تأثيرها على الأسواق والاقتصادات المعنية.

 

الجنيه المصري يتجاوز الليرة التركية 2024

سوف نقدم لكم عوامل تعتبر جزءا من السياق الاقتصادي الذي يؤثر على قيمة الجنيه المصري مقابل الليرة التركية، ويجب أن يأخذ المستثمرون والمتداولون بهذه العوامل عند اتخاذ قرارات الاستثمار أو التداول :

  • تقليل الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: عندما يقلل الاحتياطي الفيدرالي من معدلات الفائدة، يصبح الدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمستثمرين، مما يؤدي إلى سحب السيولة من الأسواق الناشئة، بما في ذلك السوق المصرية، وبالتالي ينخفض سعر الجنيه المصري.
  • تراجع معدلات التضخم العالمي: ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل النفط والحبوب يزيد من التكاليف والضغوط على الاقتصادات الناشئة مثل مصر، مما ينعكس سلبا على قيمة العملة المحلية.
  • استعادة حركة الملاحة في البحر الأحمر: تأثرت الاقتصادات المصرية بسبب تعطل حركة الملاحة في البحر الأحمر، وبالتالي فإن عودتها إلى وضعها الطبيعي ستؤدي إلى استقرار أو تحسن في الوضع الاقتصادي.
  • انتهاء حرب غزة: يعتبر سياح سيناء والبحر الأحمر جزءا هاما من الاقتصاد المصري، وبالتالي فإن انتهاء الصراع في غزة قد يؤدي إلى عودة السياح وزيادة الإيرادات.
  • الضغوط الاقتصادية وتراجع الاستثمار الأجنبي: تضغط الأحداث السياسية والاقتصادية الحالية على السوق المصرية، مما يجعل بعض المستثمرين يؤجلون الاستثمارات المباشرة في البلاد، مما يؤثر سلبا على قيمة الجنيه المصري.

 

العوامل الفعلية التي أدت إلى أزمة نقص السيولة الدولارية الحادة في السوق المصرية ليست نتيجة لأزمة اقتصادية كما يروج لها بعض الأشخاص، بل تعود إلى عوامل قهرية مفاجئة أدت إلى ارتفاع متواصل في قيمة الدولار نتيجة نقص المعروض وزيادة الطلب، وقد شهدت هذه الزيادات ارتفاعا متواصلا منذ عام 2020 وحتى الوقت الحالي.

 

الإجراءات الحكومية الحالية تهدف إلى تليين الصدمة وتقليل تأثيراتها وآثارها، ولكن المشكلة الأساسية ليست نتيجة لهذه الإجراءات، بل تتأتى من العوامل المذكورة أعلاه.

 

هذه العوامل تشمل الوباء العالمي الذي لم يحدث مثيل له منذ قرن، والصراعات العالمية والإقليمية التي لم تشهدها البشرية منذ عقود، فضلا عن الركود الاقتصادي العالمي الذي لم يحدث منذ عقود والذي أثر على الأسواق العالمية.

 

بالمقارنة مع دول مثل تركيا فإن وضع مصر أصعب بكثير حيث يعاني الاقتصاد المصري من تحديات أكبر مقارنة بتركيا رغم أن تركيا تمتلك قدرات إنتاجية وتصديرية أعلى بخمسة أضعاف إلا أن الليرة التركية انخفضت بشكل كبير في الفترة الأخيرة بسبب الظروف الاقتصادية العالمية.

 

بالتالي يظل الأمر غير مرتبط بالإنتاج أو الحكومة أو الإجراءات الداخلية، بل يعود إلى عوامل عالمية قهرية تؤثر بشكل كبير على السوق المصرية.

 

النتيجة الواضحة هي أن الجنيه المصري أصبح أكثر قيمة من الليرة التركية للمرة الأولى منذ عشرين عاما، وهذا يعكس تغيرا ملموسا في الديناميكيات الاقتصادية بين البلدين. بعض الأشخاص قد يشككون في هذه القيمة مشيرين إلى وجود السوق السوداء، ولكن السوق السوداء لا يعتبر مؤشرا قياسيا للقيمة الحقيقية للعملة بسبب تقلباتها الكبيرة التي قد تحدث بدون سبب مبرر، ولا يُعتمد عليه في القياسات الاقتصادية الرسمية.

 

في الختام يظهر هذا التحول في قيمة الجنيه المصري مقابل الليرة التركية كنتيجة لتغيرات في الأسواق الاقتصادية والعوامل العالمية والمحلية وعلى الرغم من التحديات التي نواجهها إلا أننا نبقى على ثقة بقدرتنا على تجاوز الصعاب والعودة بقوة أكبر ومع تمنياتنا بتحسن الأوضاع الاقتصادية والاستقرار في البلدين، فإننا نتطلع لمستقبل مشرق يحمل النماء والازدهار لشعبينا.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Telegram