الذكاء الاصطناعي والموارد البشرية: ثورة في عالم التوظيف

كتب بواسطة: حميد مطهر | نشر في

يشهد عالم الأعمال تحولاً جذرياً في استخدام التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في مختلف جوانب العمل ولم يكن قطاع الموارد البشرية بمنأى عن هذا التطور، حيث بدأت المؤسسات السعودية بشكل خاص، والعالمية بشكل عام، في تبني الذكاء الاصطناعي لإحداث نقلة نوعية في عمليات التوظيف وإدارة المواهب.

الذكاء الاصطناعي في خدمة التوظيف

يعتبر الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن للموارد البشرية الاستعانة بها في مختلف مراحل التوظيف، بدءًا من تحليل السير الذاتية وصولًا إلى إجراء المقابلات الوظيفية.

إقرأ ايضاً:أزمة تقلق جيسوس قبل مواجهة الرياض مركز مميز للمملكة العربية السعودية في مكافحة الفساد على المستوي العربي

تحليل السير الذاتية: بفضل تقنيات معالجة اللغة الطبيعية، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من السير الذاتية في وقت قصير، وتحديد المرشحين الأكثر تطابقًا مع متطلبات الوظيفة المعلن عنها وهذه العملية توفر على مسؤولي التوظيف ساعات طويلة من الفرز اليدوي، وتضمن اختيار أفضل الكفاءات.

إجراء المقابلات الوظيفية: يمكن للذكاء الاصطناعي إجراء مقابلات أولية مع المرشحين، وطرح أسئلة مُعدة مسبقًا، وتقييم إجاباتهم بناءً على معايير محددة وهذه المقابلات الآلية تساعد في تصفية عدد كبير من المرشحين، وتحديد أفضلهم للانتقال إلى المراحل التالية من المقابلات مع مسؤول التوظيف البشري.

مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف

فيما يلي مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف:

- توفير الوقت والجهد: يساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع عملية التوظيف بشكل ملحوظ، حيث يمكنه تحليل آلاف السير الذاتية وإجراء مئات المقابلات في وقت قصير جدًا. هذا يوفر على المؤسسات الكثير من الوقت والجهد الذي كان يُبذل في عمليات التوظيف التقليدية.

- تحسين جودة التوظيف: يساعد الذكاء الاصطناعي في اختيار أفضل المرشحين للوظائف الشاغرة، حيث يعتمد على بيانات دقيقة وتحليل موضوعي، مما يقلل من احتمالية اختيار موظفين غير مناسبين.

- تقليل التحيز: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقلل من التحيز في عملية التوظيف، حيث يعتمد على معايير موضوعية ومحددة مسبقًا، ولا يتأثر بالعوامل الشخصية أو الآراء المسبقة.

- توفير التكاليف: على المدى الطويل، يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف أن يوفر على المؤسسات الكثير من التكاليف، حيث يقلل من الحاجة إلى الموظفين المتخصصين في التوظيف، ويقلل من تكاليف الإعلانات والتدريب.

تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف

فيما يلي تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف:

- التكلفة الأولية: قد تكون تكلفة تطبيق الذكاء الاصطناعي في التوظيف مرتفعة في البداية، حيث يتطلب شراء برامج وأجهزة متخصصة، وتدريب الموظفين على استخدامها.

- نقص الكفاءات: قد تواجه المؤسسات صعوبة في العثور على موظفين متخصصين في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الموارد البشرية.

- المخاوف الأخلاقية: يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في التوظيف بعض المخاوف الأخلاقية، مثل إمكانية التمييز ضد بعض الفئات، أو انتهاك خصوصية المرشحين.

الذكاء الاصطناعي في السعودية: نظرة مستقبلية

تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بتطوير الذكاء الاصطناعي، وتسعى إلى استخدامه في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع الموارد البشرية ورؤية 2030 التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، تهدف إلى جعل المملكة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية في خدمة الوطن والمواطنين.

وفي الختام لا شك أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة في عالم الموارد البشرية، ويحمل في طياته فرصًا كبيرة لتحسين عمليات التوظيف وإدارة المواهب ومع تزايد تبني المؤسسات السعودية لهذه التقنية ومن المتوقع أن نشهد تحولاً جذرياً في طريقة عمل الموارد البشرية، وظهور جيل جديد من الموظفين أكثر كفاءة وابتكاراً.

اقرأ ايضاً