"الشبعنة" عادة عريقة عند أهل الحجاز لأكثر من 90 عام

عادة الشبعنة
كتب بواسطة: مها البدوي | نشر في  twitter

"الشبعنة" تلك العادة التراثية التي حافظ عليها أهالي منطقة الحجاز لأكثر من 90 عامًا ، حيث يتم الاحتفال بها قبيل دخول شهر رمضان المبارك،ولم تقتصر هذه العادة على مجرد وليمة أو تجمع عائلي ، بل تمثل أيضًا موروثًا اجتماعيًا يحمل في طياته قيم الترابط والتسامح وتعزيز العلاقات الأسرية والمجتمعية.

سبب تسمية الشبعنة بهذا الاسم

سميت "الشبعنة" بهذا الاسم نسبة إلى شهر شعبان ، حيث يُقام هذا الطقس بعد منتصف الشهر، كنوع من التحضير الروحي والاجتماعي لاستقبال شهر رمضان الكريم، وتهدف هذه العادة إلى خلق أجواء ودية تجمع الأحبة والأقارب في جلسات حجازية تقليدية، تمتزج فيها المأكولات الشعبية بالأحاديث الودية والأهازيج التراثية ، مما يعزز الألفة بين أفراد العائلة والمجتمع.


إقرأ ايضاً:رمضان في السعودية: روحانية تملأ الأجواء وتقاليد متوارثةفرصة ذهبية: شركة إمداد الخبرات تعلن عن فتح باب التوظيف بها في السعودية

الشبعنة بين الماضي والحاضر

فيما مضى كانت "الشعبنة" تُقام في المنازل، حيث يجتمع الجيران والأهل لإعداد أطباق تقليدية وحلويات شهيرة ، إلا أن هذا التقليد توسّع اليوم ليشمل الاستراحات والقاعات الفاخرة ، مع تنظيم فعاليات خاصة تتضمن زينة تراثية وأجواء احتفالية تمزج بين الماضي والحاضر.

وفي أثناء الاحتفالات تهتم النساء بارتداء الأزياء التراثية الحجازية مثل "ثوب الكرتة"، "الزبون"، و"البرنسيس"، بالإضافة إلى تغطية الرأس بـ"المحرمة والمدورة"، مما يعكس الهوية الثقافية العريقة ،ويعطي المناسبة طابعًا أصيلًا.

فعاليات الاحتفال بالشبعنة

تتضمن احتفالات الشبعنة مجموعة من الفعاليات منها توزيعات رمضانية مميزة تشمل المصاحف ، السبح ، أثواب الصلاة ، المباخر، والتمر، إضافة إلى مستلزمات المطبخ الرمضاني مثل الفواكه المجففة والقهوة، في بادرة تعبّر عن المحبة والتآلف وتُحفّز على الاستعداد للشهر الفضيل.

بالإضافة إلى ذلك يقوم أهالي المنطقة بإعداد مائدة عامرة بألذ الأطباق الحجازية التقليدية، مثل اللدو، واللبنية، الدبيازة، الغريبة، المشبك، المنتو، والفرموزة ، السمبوسة، المهلبية، السقدانة، وقهوة اللوز، حيث تُقدَّم وسط أهازيج شعبية تُعيد إحياء ذكريات الزمن الجميل.

 

وأخيرًا تظل "الشعبنة" تقليدًا شاهدًا على تمسك المجتمع الحجازي بموروثه العريق، حيث تستمر هذه العادة في التطور دون أن تفقد جوهرها الأصيل ، مؤدية دورًا مهمًا في تعزيز الروابط الاجتماعية وتجديد روح المحبة بين الناس.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Telegram